برزت منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا كوجهة مهمة لشركات تكنولوجيا المعلومات الهندية حيث تكثّف دول المنطقة مبادرات الرقمنة.
وتقدم المملكة العربية السعودية وحدها فرصة محتملة بقيمة 500 مليار دولار، وفقًا لتقديرات الصناعة.كما أنَّ العديد من الشركات الهندية تجري محادثات مع الحكومات المحلية لدفع هذه المبادرات.
“اقرأ أيضاً:”الأردن والإمارات تطلقان صندوق استثمار بقيمة 100 مليون دولار لتعزيز التعاون التقني والرَّقمي
أكبر شركة لخدمات البرمجيات في الهند تحجز موقعًا لها في الشرق الأوسط
“تاتا” للخدمات الاستشارية TCS- Tata ConsultancyServices وهي أكبر شركة لخدمات البرمجيات في الهند من حيث الإيرادات، ولها وجود بالفعل في المنطقة، كانت جزءًا من وفد “ناسكوم”Nasscom إلى البلاد الشهر الماضي، قالت عن مبادرات التحول الرقمي، في بعض دول الشرق الأوسط، سواء في القطاع الخاص أو العام:
“أدى ذلك إلى ظهور موجة من الطلب على الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والسحابة، والأمن السيبراني، وتحليلات البيانات وغيرها من التقنيات الرقمية.”
وقال راجيف كومار، رئيس الموارد البشرية، للشركة( TCS) في الشرق الأوسط وإفريقيا:
“تعالج الحكومات فجوة العرض والطلب بنهج منظم للغاية، وتلبي الاحتياجات العاجلة من خلال سياسات صديقة للمواهب واستثمارات في المؤسسات الأكاديمية لرعاية المواهب المحلية في المستقبل”.
وتمتلك “تاتا” بالفعل مركزًا يضم 1000 موظفًا بالكامل من النساء في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية.
أضاف كومار:
“لقد جعلت أنواع المبادرات الحكومية المبتكرة بيئة الأعمال أكثر ودية وخلقت الإطار الصحيح للمنظمات المتعطشة للمواهب لتلبية احتياجاتها في الوقت المناسب”.
برنامج الرؤية السعودية 2030
تستثمر المملكة العربية السعودية بكثافة في قطاعات أخرى كجزء من برنامج الرؤية السعودية 2030، وهو إطار استراتيجي لتقليل اعتماد البلاد على النفط، وتنويع اقتصادها وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل البنية التحتية والسياحة والتعليم.
قال “شيفندرا سينغ”، نائب رئيس الشركة ومسؤول التجارة العالمية فيها:
“تقوم المملكة العربية السعودية بالتنويع في قطاعات أخرى كجزء من رؤية السعودية 2030 وهناك حاجة كبيرة لرقمنة بعض القطاعات الأخرى التي يرغبون في نموها، لذلك نرى إمكانات هائلة هناك”.
وأضاف أنَّ الدولة تنفق ما يقدّر بنحو 500 مليار دولار على مشروع نيوم، وهي مدينة ذكية جديدة تقودها التكنولوجيا.
“اقرأ أيضاً:”المملكة العربية السعودية تتطلع لتطبيق “بلوكتشين” في إدارات الدولة
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت“أ. إن .إس. آر” ANSR، التي تساعد الشركات متعددة الجنسيات على إنشاء مراكز قدرات عالمية، إنّها تستثمر 100 مليون دولار في دولة الإمارات العربية المتحدة كجزء من برنامج الابتكار التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) بقيمة 545 مليون دولار لدفع الابتكار والنمو للشركات العالمية.
قال “فيكرام أهوجا“، الرئيس التنفيذي لشركة “تالنت 500 ” والعضو المنتدب في“أ. إن .إس. آر”:
“نتحدث أيضًا مع العديد من شركات ويب3 والعملات المشفرة التي تتطلع إلى التوسع من الإمارات العربية المتحدة. “
“بالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل مع اثنين من رواد السوق من الشرق الأوسط في قطاع البنوك والسفر والطيران والتجزئة لمساعدتهم على إنشاء مراكز للابتكار والتكنولوجيا، والتي ستوظف بشكل جماعي أكثر من 1000 متخصص.”
“اقرأ أيضاً:”“الشرق الأوسط” القِبلة الجديدة للعملات المشفرة!
بالإضافة إلى فرص السوق المحلية، توفر المنطقة أيضًا إمكانية الوصول إلى المواهب المتخصصة من جميع أنحاء أوروبا مما يجعلها وجهة جذابة لشركات”ساس” SaaS وشركات تكنولوجيا المعلومات التي تتطلع إلى إقامة عمليات هناك.
ومثال ذلك أيضًا، شركة “ناغارو”Nagarro لخدمات تكنولوجيا المعلومات التي تعمل في المنطقة.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، “ماناس فولوريا“: إنّهم سيُنشئون قريبًا كيانات قانونية في الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية.
“لقد تجاوز نمو إيراداتنا في عام 2021 من المنطقة متوسطنا العالمي بكثير. ما زلنا نرى آفاق كبيرة للنمو. العديد من عملائنا في الشرق الأوسط هم بنوك وشركات عامة، وكلاهما يستثمر بشكل كبير في التحول الرقمي.”
مع قيادة الحكومات المحلية للعديد من مبادرات الرقمنة الجديدة، قال “فولوريا”: إنّها قد تكون حذرة من الشراكة مع الشركات الكبيرة المهيمنة التي تصر على امتلاك حقوق البيانات التي ستولدها.
مشيرًا إلى أنّ هذه الحكومات لا تريد أن تتخلى عن هذا “النفط” الجديد للشركات متعددة الجنسيات المهيمنة، الأمر الذي يمنح جميع أنواع الشركات فرصة قتالية للمشاركة.
“اقرأ أيضاً:”في دبي: شراكة بين إيروس الهندية وهيئة تنظيم الأصول الافتراضية!