قام برنامج شارك تانك ستار Shark Tank Star الذي يعرض على قناة آ بي سي abc بإجراء مكالمة مثيرة للجدل مع كيفن أوليري Kevin O’Leary حول مستقبل العملات المشفرة، كان يطالب من خلالها بوجود تشريع حكومي.
فقد جادل أوليري في البرنامج وطالب بأن يكون للعملة المشفرة لوائح وقوانين وتشريعات لأن ذلك سيجذب المزيد من المستثمرين المؤسسيين ويساعد على استقرار السوق. حيث قال:
“إن العملات المشفرة مملوكة بالكامل للمؤسسات، مما يؤدي إلى تقلبات هائلة. يشتري مستثمرو التجزئة في المقام الأول من خلال تطبيقات التشفير ووسطاء الأسهم.”
“كما أن السوق سوف يرتد مرة أخرى في نهاية المطاف، وإن التقلبات أمر مفروغ منه عندما يكون التشفير غير منظم. أما إذا كانت هناك سياسات حكومية مطبقة، فسيؤدي ذلك إلى قيام المزيد من المؤسسات الكبيرة بالاستثمار في أفضل العملات المشفرة، مثل البتكوين (BTC) و الإيثيريوم (ETH) و سولانا (SOL) و بلايغون (MATIC).”
أما من الناحية المثلى فإن أوليري يأمل في إجراء مناقشات سياسية حول العملات المشفرة بعد انتخابات التجديد النصفي.
ويودّ أن يرى أولاً سياسة العملات المستقرة والعملات المشفرة التي تحاول تتبع قيمة أصل آخر، وغالباً ما يكون الدولار الأمريكي.
ليكون هذا مكاناً طبيعياً للبدء مع الأخذ في الاعتبار أن المستثمرين فقدوا للتو مبالغ ضخمة من المال مع الانهيار الأخير لعملة تيرا يو إس دي TerraUSD المستقرة.
أنظر أيضاً: تنظيم العملات المشفرة في جنوب إفريقيا وعدم إخافة المستثمرين
لماذا تعدّ لوائح العملات المشفرة موضوعاً صعباً ومثيراً للجدل
أوليري ليس المستثمر الكبير الوحيد الذي يريد أن يرى اللوائح الخاصة بالعملات المشفرة، ويمكن معرفة السبب ببساطة، وهو أن عدم وجود قواعد ناظمة لسوق العملة المشفرة يعتبر مشكلة للمستثمرين من جميع المستويات.
خاصة مع وجود طرق تداول مختلفة، وتقلبات سعرية عالية للغاية، إضافة لوجود عمليات احتيال كثيرة وبطرق متعددة.
وما حدث فعلياً أن المؤسسات كانت بطيئة في سباق الاستثمار في مجال العملات المشفرة لأنها غير منظمة.
حيث احتاجوا لوقت طويل حتى يكونوا مستعدين لهذه الفكرة، ومن المحتمل أن نرى المزيد من المؤسسات تشتري العملات المشفرة إذا كانت هناك لوائح ناظمة معمول بها.
لأن هذه اللوائح ستحمي المستثمرين الكبار والصغار على حدٍ سواء، خاصة بعد أن وقع العديد منهم ضحايا لعمليات الاحتيال أو المشاريع الفاشلة.
ومع ذلك، يعدّ من السهل أيضاً معرفة سبب تعارض عشاق العملات المشفرة مع أي نوع من التنظيم.
كون هذا الاستثمار اللامركزي يعتبر جزءاً أساسياً من أهداف التشفير، والتنظيم الحكومي للتداول، وسيكون بشكل أو بآخر أمر يتعارض مع روح الفكرة التي تقوم عليها هذه الاستثمارات.
وقد صرح أوليري:
“أنا أتفهم جاذبية فكرة اللامركزية، وهي أحد الأشياء التي أحبها في العملة المشفرة. لكن يبدو أن نوعاً من التنظيم لا مفرّ منه في هذه المرحلة.”
وقد اتخذت الحكومات بالفعل خطوات لضمان دفع المستثمرين ضرائب العملة المشفرة. كما يخطط البيت الأبيض لسن سياسات تستهدف العملات المشفرة.
ومن المحتمل ألا يكون الأمر يتعلق بما حدث سابقاً، ولكن عندما تكون هناك لوائح أكثر صرامة بشأن العملة المشفرة، فمن المتوقع توسع السوق.
أنظر أيضاً: تنظيم سوق العملات المشفرة الواسعة في أستراليا
أوليري متحمس لمستقبل العملات المشفرة
لن يحب كل مؤيدي العملات المشفرة دعوات أوليري لتنظيم سوق العملات، لكن معظمهم سيكونون سعداء بتوقعاته المتعلقة بمستقبل السوق.
حيث يعتقد أنه في غضون 10 إلى 12 عاماً القادمة ستكون تكنولوجيا العملات المشفرة و البلوكتشين القطاع الرئيسي ال12 في سوق الأوراق المالية.
هذا الأمر الذي يعدّ تغيراً واضحاً في رأيه حيث اعتاد أن يكون ناقداً صريحاً للعملات المشفرة.
ولكن لا تزال العملات المشفرة جديدة جداً، وعلى الرغم من السوق الهابطة الأخيرة، إلا أنها تتمتع بإمكانيات كبيرة.
بالرغم من أن فكرة تنظيم العملات المشفرة تعدّ أمراً مثيراً للجدل، إلا أنها شيء يمكن أن يجذب المزيد من كبار المستثمرين ويساعد السوق على النمو بشكل أوسع.