لقد تم في أغسطس/آب من العام 2008، تسجيل نطاق بيتكوين دوت أورغ bitcoin.org على الشبكة، وسرعان ما تم نشر (الورقة البيضاء) لعملة بيتكوين Bitcoin المشفرة عليه، وإدراج ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto كمؤلف. كما تمت الإشارة إلى عنوان بريده الإلكتروني، وبدأت المعلومات حول المشروع تنتشر في القوائم البريدية، وفي منتديات عشاق التشفير.
اقرأ أيضاً: عهد ساتوشي : بعد 10 سنوات .. تفعيل محفظة بقيمة 26 مليون دولار من البيتكوين
وفي يناير/كانون الثاني من العام 2009، تم إطلاق شبكة بيتكوين Bitcoin، وقام ناكاموتو Nakamoto بإنشاء أول كتلة من بلوكتشين blockchain. حيث تم خلال هذه الفترة المبكرة، تبادل الرسائل بنشاط بين ناكاموتو Nakamoto ومطورين آخرين، وتعاون معهم في تحسين البرامج الخاصة بالعُقد التابعة للشبكة.
من جهة أخرى، قام ناكاموتو Nakamoto في منتصف عام 2010، بإرسال كود مصدر بيتكوين Bitcoin إلى المبرمج غافين أندرسن Gavin Andresen، وقام بترخيص المجالات لعدد من الأعضاء البارزين في مجتمع بيتكوين Bitcoin وتقاعد من المشروع. وكانت آخر رسائله الإلكترونية مؤرخة في 26 أبريل/نيسان 2011.
وليومنا هذا، فإن مكان وجوده، بالإضافة إلى الوجود الحقيقي لـ ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto، المُنشئ المزعوم لأول عملة رقمية ومنظومة بيتكوين Bitcoin، يُعد أحد أعظم الألغاز في مجتمع العملات المشفرة.
الجدير بالذكر، أن بيت ريزو Pete Rizzo، وهو محرر مجلة بيتكوين Bitcoin على موقع تويتر، كان قد افترض أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، قد تكون وراء الاختفاء المفاجئ لناكاموتو Nakamoto. حيث أنشأ رابطاً محتملاً بين زيارة المطور الرئيسي السابق لـ بيتكوين Bitcoin وكبير العلماء الحالي غافين أندرسن Gavin Andresen إلى اجتماع في وكالة الاستخبارات المركزية في يونيو/حزيران 2011، واختفاء ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto.
كما احتوت تغريدة ريزو Rizzo على لقطة شاشة لمنشور أندرسن Andresen من منتدى بيتكوين توك دوت أورغ bitcointalk.org، حيث كتب أنه قبل دعوة من وكالة الاستخبارات لمناقشة بيتكوين Bitcoin. ويدعي ريزو Rizzo أنه بعد زيارة أندرسن Andresen لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، لم يُر ناكاموتو Nakamoto مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: ساتوشي: شخصية بيتكوين لا تُقم على نفسها حكم ذاتي!
لقد رأى أندرسن Andresen في عرض وكالة الاستخبارات المركزية CIA، فرصة لتبديد المفاهيم الخاطئة حول المشروع، وفرصة مثالية لمناقشة كيف يمكن لنظام بلوكتشين blockchain الجديد آنذاك، أن يساعد في تحسين العالم بـ “عملة أفضل”، وزيادة المنافسة وإزالة الحواجز أمام المدفوعات الدولية، إضافة إلى تقديم الاستقلال المالي.
حيث قال أندرسون Andresen:
“لا أعتقد أن أياً من هذه الأهداف يتعارض مع أهداف الحكومة”.
علاوة على ذلك، فقد أعرب المطور عن بعض المخاوف بشأن زيارته القادمة، وقال أنه يشعر بالقلق من اهتمام الاستخبارات، التي لديها القدرة على التأثير في تطوير المشروع، وإجبار المطورين على فعل ما لا يريدون.
وقد ذكرت مجلة فوربس Forbes في 26 أبريل/نيسان 2011، أن ناكاموتو Nakamoto، قام بمراسلة زملائه المطورين عبر البريد الإلكتروني، بأنه ينتقل إلى مشاريع أخرى. وهذا يعني أنه ترك المشروع المسمى “بيتكوين” قبل بضعة أشهر من تقديم أندرسن Andresen إلى وكالة الاستخبارات المركزية في يونيو/حزيران 2011.
إلا أن التواريخ المعروفة لتقارير ناكاموتو Nakamoto الأخيرة، لا تدحض النظرية القائلة بأن وكالة الاستخبارات المركزية ربما كانت متورطة في اختفائه.
اقرأ أيضاً: من هو ساتوشي ناكاموتو مؤسس بيتكوينBitcoin؟
أخيراً، تعد قصة ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto، قصة مثيرة للاهتمام وغير قابلة للنسيان. ومن غير المحتمل أن يكشف ناكاموتو Nakamoto عن هويته، لكن قصته ستستمر في الحفاظ على علاقة عاطفية قوية بين أول عملة مشفرة ومستخدميها، بالإضافة إلى تمييز منظومة بيتكوين عن المنافسين الآخرين.
