زادت القيمة السوقية للعملات المشفرة منذ 20 يوليو/ تموز، بأكثر من 100%، حيث ارتفعت من 1.2 تريليون دولار إلى 2.35 تريليون دولار في السادس من سبتمبر/ أيلول، دون أي فترات تهدئة.
كما انخفضت عملة بيتكوين Bitcoin في 13 مايو/ أيار، بعد انتكاسة التحييد من قبل المنظمين الصينيين، بأكثر من 50% إلى 29 ألف دولار، حيث سعى السوق لاستعادة الزخم. ومع ذلك، فإن تقلبات بيتكوين لا تنجم دائماً عن الأخبار السلبية.
اقرأ أيضاً: بسبب تقلب الأسعار … استثمار الذهب يتفوق على البيتكوين
أخبار إيجابية ولكن بتأثيرات سلبية
تُعرَّف أسواق العملات المشفرة في المجال المالي بأنها أصول شديدة التقلب، ويعزى ذلك إلى نقص السيولة. حيث يوضح البحث الذي أجراه نيكولاوس كيريازيس Nikolaos A Kyriazis، أن“السلوك في العملات المشفرة لا يمكن وصفه بشكل منطقي” لأن الناس يستثمرون بناءً على الآراء، مما يجعل السوق بأكمله غير مؤكد.
في حين تشير البيانات المأخوذة من البحث، حول كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قيمة بيتكوين Bitcoin، إلى وجود علاقة معقدة بين رأي وسائل التواصل الاجتماعي، وتقلبات أسعار بيتكوين في المستقبل.
وكما يذهب المؤلفون، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في نشر المعلومات، الأمر الذي يخلق وسيلة ذكية تمكن المستثمرين من خلالها الاستفادة من قرارهم.
ويحوي العام 2021 في جعبته العديد من الأمثلة، حيث قامت وسائل التواصل الاجتماعي، بإجبار المستثمرين على اتخاذ قرارات صعبة، فمثلاً عندما تخلى ايلون ماسك Elon Musk عن بيتكوين Bitcoin، أو عندما قامت السلفادور بجعل بيتكوين مناقصة قانونية.
ومن المؤكد أن الأخبار الجيدة والسيئة تؤثر على العملات المشفرة على حد سواء، وأن الأخبار التي اندلعت في السابع من سبتمبر/أيلول كانت فترة “تهدئة” للمستثمرين لجني الأرباح.
في حين أن الانخفاض الأخير في الأسعار يُعزى إلى التصويب الصحيح، فإن المتداول ومستخدم تويتر Twitter، انكوم شاركس IncomeSharks، يزيد من اعتماد أسعار بيتكوين على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما كانت معنويات بيتكوين إيجابية حيث قامت السلفادور بشرائها، اضافة إلى أن الانكماش غير المعتاد مرتبط باستراتيجية تداول “بيع الأخبار”.
اقرأ أيضاً: مايكل سايلور : تقلب العملة المشفرة سيؤذي مستثمري التداول .. فقط !!
مساوئ التصحيح
إن تصحيحات السوق هذه تعتبر طبيعية. حيث يقترح المحللون أن التصويبات الوسيطة خلال الاتجاه الصعودي صحيحة. حيث أكد رئيس قسم المعلومات في شركة موسكوفسكي كابيتال Moskovski Capital، ليكس موسكوفسكي Lex Moskovski، أن “التصويب الصحيح” ضروري حتى يرتفع السعر، وقد ردد محللون آخرون وجهات نظره عندما حدثت التراجعات خلال فترة الأسعار.
وقد لا يستطيع مستثمرو التجزئة فهم انخفاض الأسعار، حيث يتم التخلي عن معتقداتهم بشأن الربح السريع.
وفي حين أن التقلبات هي تداعيات صحية لإجهاد السوق، إلا أن المشكلة تزداد عمقاً حيث تزيد الحجج ضد العملات المشفرة من الآراء السلبية. إضافة إلى أن تقلباتها المفرطة تخلق نموذجاً مالياً جديداً، حيث لا تكون بيتكوين وسيلة للتبادل بل هي مخزن للقيمة.
ونتيجة لذلك، يمكن للمستثمرين والمحللين الماليين أن يكون لديهم أساس لتشويه سمعة بيتكوين.
كما يعمل تقلب العملات المشفرة كسيف ذو حدين. فوفقاً لـ الرئيس التنفيذي لمجموعة بروكتاجون فينتيك جروب Broctagon Fintech Group، دون جو Don Guo، فإن نقص السيولة هو أكبر عيب في سوق العملات المشفرة، لأنه يضيف طبقة مخاطر إضافية لديناميكية المستهلك والتاجر.
اقرأ أيضاً: تراجع أسعار عملة البيتكوين في عطلة نهاية الأسبوع جراء استمرار التقلبات بالسوق
في الطرف المقابل
قال جيك كلاين Jake Klein، لشبكة CNBC، لا تزال أمام بيتكوين طريق طويل لتقطعه حتى تتمكن من إظهار التعالي في تفاعلاتنا المالية اليومية و“الأمان”. حيث يُعتقد أن عامل تقلب بيتكوين سيكون العامل الرئيسي المحدد لعودة المستثمرين إلى الذهب.
وفي الحقيقة، وصل معدل تقلبات بيتكوين لعام 2021، إلى 86%، بينما تجاوز تقلب الذهب 16% فقط.
الجدير بالذكر هنا، أن المزيد من التقلبات، من شأنها أن تضيف حوافز مالية إضافية للمستثمرين. حيث ناقش بيتر شيف Peter Schiff، بأن الذهب هو أفضل مخزن للقيمة من بيتكوين، وليس له أي عامل مشترك معها.
إضافة إلى أن الذهب له بداية قديمة تصل لـ 2500 عام، بينما اكتسبت بيتكوين قبولًا أكبر في السوق في السنوات الخمس الماضية، لذلك فإن الحجج المضادة لا تحمل تأثيراً، فالسلوكيات المالية الجديدة ليست منغمسة تماماً في التفكير المالي.
اقرأ أيضاً: تقرير VORTECS : كيف أدى التقلب إلى دفع إستراتيجية تداول العملات ل 280 ضعفًا من مكاسب البتكوين.
لماذا يجب أن تهتم؟
يصنف سوق العملات المشفرة على أنه غير نمطي، وذلك بسبب طبيعته غير المنظمة وسلوكه الفوضوي وصعوبة التنبؤ به، ولكن عندما تكون الصناعة منظمة بدرجة عالية ولديها المزيد من السيولة، فإن المكاسب المالية ستكون مماثلة لتلك الموجودة في السوق المالية الحالية.
لذلك، فإن الاستثمار في أي سوق مالي ينطوي على مخاطر مماثلة بغض النظر عن كونه منظماً أم غير منظم.