شهدت العملات المشفرة منذ إطلاقها في عام 2009، ارتفاعات شاهقة وقيعان حادة. حيث وصل سعر بيتكوين (العملة الرقمية الأكثر شيوعاً) إلى سعر مرتفع يصل إلى 46715 دولار. وقد حدث الكثير في عالم العملات المشفرة هذا العام، حيث يعد مستحيلاً تحدي شعبية هذه النقود الرقمية، إلا أن الدول اتخذت مساراً حذراً.
اقرأ أيضاً: مؤسسة “موزيلا” تعلن عن قبول تبرعات العملات المشفرة مجددًا باستثناء “بيتكوين”!
الجدير بالذكر، أنه تم فرض ضريبة على الأرباح المحققة من تجارة العملات الرقمية بنسبة 30%في الهند اعتباراً من الأول من أبريل/نيسان. كما أخفقت وزيرة مالية الاتحاد نيرمالا سيترامان Nirmala Sitharaman، في إضفاء الشرعية عليها. حيث قالت في وقت سابق من هذا العام:
“لن أقوم بإضفاء الشرعية على العملات المشفرة، أو حظرها في هذه المرحلة”

ومن المتوقع أن يقوم البنك الاحتياطي الهندي، بإطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، والتي تسمى “الروبية الرقمية”، في هذه السنة المالية.
من جهة أخرى، فقد اخترع ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto عملة بيتكوين Bitcoin في عام 2009، وهي العملة المشفرة الأولى والأكثر شهرة في العالم. وفي الواقع لا شيء معروف عن ساتوشي حتى اليوم، سواء كان اسمه الحقيقي (أو اسمها)، أو ما إذا كان مجرد شخص أو مجموعة.
كما ويطلق على جزيرة جنوب المحيط الهادئ في فانواتو Vanuatu اسم “ساتوشي”، وتتم جميع المعاملات هناك عبر العملات الرقمية.
الجدير بالذكر، أنه عندما أقرت أوكرانيا مشروع قانون لإضفاء الشرعية على العملات المشفرة في فبراير/شباط من هذا العام، كان وقتاً مختلفاً. حيث لم تكن هناك دبابات أو جنود روس على أرضها، والطائرات المقاتلة لم تخترق أجواءها.
وبعد شهر من الحرب، وقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي مشروع القانون ليصبح قانوناً رسمياً. والمثير للاهتمام أن الرئيس نفسه، كان قد استخدم حق النقض ضد مشروع قانون مماثل تم إقراره في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
اقرأ أيضاً: انخفاض عمليات الاحتيال المتعلّقة بالعملات المشفرة بنسبة 66% في العام الجاري
وقد اتخذت أستراليا أيضاً خطوة إلى الأمام ولكن بحذر، حيث تم سك عملة مستقرة في 24 مارس/آذار. وهي عملات رقمية تماماً مثل بيتكوين Bitcoin، ولكنها مدعومة بأصل احتياطي مثل الذهب أو عملة ورقية.
كما صرح بنك ANZ أنه قام بسك 30 مليون من العملات المستقرة بالدولار الأسترالي، والتي يطلق عليها اسم A $ DC.
ومع تقدم أستراليا خطوة إلى الأمام، تراجعت تايلاند خطوة إلى الوراء. حيث قامت بحظر استخدام أي عملة رقمية كخيار دفع للسلع والخدمات اعتباراً من الأول من أبريل/نيسان. ومع ذلك، يستمر التداول والاستثمار. كما أشارت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، إلى استقرار نظامها المالي والاقتصاد كأسباب وراء تحركها.
من ناحية أخرى، ينبع القلق بشأن العملات المشفرة من عدم الكشف عن هويتها المحيطة بها، الأمر الذي جعلها أيضاً هدفاً للعديد من عمليات الاحتيال والسرقة.
حيث تمت سرقة ما قيمته 600 مليون دولار من العملات المشفرة من شبكة بلوكتشين blockchain المتصلة بـ آكسي إنفينيتي Axie Infinity، وهي لعبة شهيرة على الانترنت، في واحدة من أكبر السرقات حتى الآن. وبحسب ما ورد، فقد حدثت السرقة في 23 مارس/آذار من هذا العام، لكنها لم تظهر إلا بعد عدة أيام.
اقرأ أيضاً: “بيتر بزنيس بيرو”: ارتفاع كبير في عدد ضحايا احتيال العملات المشفرة
أخيراً، وعلى الرغم من المخاطر الحادة التي ينضوي عليها الأمر، إلا أن العملات المشفرة تثير الغموض على نطاق واسع. حيث أن التقلب التي تنضوي عليه هو مصدر قلق، لكن ذلك لم يؤثر على طموحات المستثمرين. فينمو السوق يوماً بعد يوم، وعلى العالم أن يشهد ما إذا كانت ستحدث ثورة في مستقبل المال، أو أنها ستؤجج عدم الاستقرار المالي.