تظهر الوثائق الحكومية الداخلية، أن مسؤولي وزارة المالية، يعتقدون حدوث تداعيات شاملة على الاقتصاد في حال قام بنك كندا بإصدار عملته المشفرة.
اقرأ أيضاً: نيجيريا: البنك المركزي يقترح إصدار العملة الرقمية e-naira لتقليل عدد المستبعدين
حيث أمضى بنك كندا سنوات في البحث في ما إذا كان سيطلق عملته الرقمية، ولكن حتى الآن لم يتوصل إلى حاجة فورية لإصدارها.
وقد قام المسؤولون منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بتحذير وزيرة المالية كريستيا فريلاند Chrystia Freeland، في مذكرة إحاطة، من“الآثار واسعة النطاق على الاقتصاد والنظام المالي”، إضافة لعمليات بنك كندا، التي ستترتب على إصدار عملة رقمية للبنك المركزي.
كما وتُظهر الوثائق أيضاً أن البنك المركزي، عقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الفيدراليين على مدار سنة 2020، لقياس الآثار المترتبة على إطلاق عملة “لوني loonie” الرقمية، على الإدارات والوكالات.
الجدير بالذكر، أنه تم حجب أجزاء كبيرة من الوثائق التي حصلت عليها صحيفة ذا كاناديان بريس The Canadian Press بموجب قانون الوصول إلى المعلومات، وذلك لزعم الوزارة أنها تحتوي على معلومات حكومية حساسة.
لكن ما تبقى منها، يشير إلى بعض المخاوف الفيدرالية بشأن العملة الرقمية للبنك المركزي، حيث ترغب الإدارات في تقديم المزيد من المدخلات قبل اتخاذ القرار.
من جهته، قام بنك كندا بتصعيد وتيرة عمله بشأن العملة الرقمية، الأمر الذي يعكس جهود نظرائه في البلدان الأخرى، حيث تسرع جائحة كورونا COVID–19 الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي.
كما يخطط البنك لإصدار العملة الرقمية، في حال انخفض استخدام الفواتير المادية للمعاملات، مع استخدام واحدة أو أكثر من العملات المشفرة الخاصة، مثل بيتكوين Bitcoin، على نطاق واسع في كندا.
وقد أولت الحكومة والبنك المركزي مزيداً من الاهتمام للعملات المستقرة المخطط لها، والتي تكون قيمتها أقل تقلباً، حيث أنها مدعومة بالنقد والأوراق المالية الحكومية.
اقرأ أيضاً: في خطة إدخار … البنك الألماني الإفتراضي يدرج 11 عملة رقمية مشفرة
بدوره قال المدير المساعد للبحوث في معهد سي دي هاو C.D. Howe، جيريمي كرونيك Jeremy Kronick، أن استخدام العملات المشفرة الخاصة المرتبطة بالدولار الأمريكي في كندا، من شأنه أن يضغط على قدرة البنك على إدارة السياسة النقدية لصالح البلاد. وأن البنك يحتاج إلى تحفيز العملات المشفرة الخاصة، لاستخدام الدولار الكندي كدعم.
وأضاف كرونيك Kronick، الذي شارك مؤخراً في تأليف ورقة حول مزايا العملة الرقمية لبنك كندا:
“يمكن للحكومة أن تلغي هذا الشيء في ثانية، أو أن تقول انسى الأمر، لا يمكنك التعامل في كندا.
“ولا أعتقد أنهم يريدون ذلك، لأن هناك فوائد للعملات المشفرة الخاصة التي يحبها الناس، لكننا نريد أيضاً الحفاظ على الصالح العام، وأعتقد أن (العملة الرقمية للبنك المركزي) هي السبيل لذلك”.
من جهة أخرى، تشير الأبحاث التي أجراها البنك المركزي، إلى أن احتمال استخدام الأشخاص لـ بيتكوين Bitcoin هو مرتبط بانتشارها، فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتبنونها، زاد احتمال أن يحذو الآخرون حذوهم، بالإضافة إلى تفائل المستخدمين بشأن مستقبل بيتكوين Bitcoin.
كما أشارت الورقة المنشورة في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أن اعتماد بيتكوين Bitcoin في كندا، لا يزال منخفضاً، عند حوالي خمسة في المائة. ويقترح المؤلفون أن الكنديين الشباب، قد يكونون أكثر عرضة لاستخدام بيتكوين Bitcoin، كونه من السهل عليهم شراء العملة الرقمية بدلاً من فتح حساب مصرفي رسمي.
إضافة إلى أن إدارة الشؤون المالية، قامت بالنظر في التشريع المرتبط بالعملة الرقمية للبنك المركزي، على الرغم من أن إحدى رسائل البريد الإلكتروني، أشارت في مارس/آذار، إلى أنه لم تقم أي دولة أخرى “بتعديل التشريع عن عمد” للسماح بذلك.
اقرأ أيضاً: باستخدام تقنية JP Morgan… البنك المركزي السنغافوري يبني عملة مستوحاة من البيتكوين
وأشارت الرسالة الإلكترونية أيضاً، إلى أنه حتى في السويد، “التي تعتبر في طليعة الحراك نحو العملة الرقمية للبنك المركزي بين الاقتصادات المتقدمة”، تتوقع الحكومة تقريراً أواخر العام المقبل، حول ما إذا كان ينبغي أن يكون لدى البنك المركزي السلطة لإصدار عملة رقمية.
أخيراً، قال كرونيك Kronick، أن مدى سرعة تحرك المسؤولين الكنديين، من المرجح أن تعتمد على مدى سرعة طرح العملات المستقرة الرئيسية. وأشار إلى عملة فيسبوك Facebook المستقرة المخطط لها، سيتم اعتمادها بسهولة من قبل مستخدمي عملاق وسائل التواصل الاجتماعي.