تلعب الحالة النفسية للمستثمر دوراً أساسياً عند تداوله في سوق ما. كما وتعتبر عقلية المستثمر أو التاجر أمراً حيوياً لنجاحه، كإتقان المهارات التحليليّة والبحثية. ومع ذلك، فإن الكثير من الناس لا يهتمون بهذه القضايا النفسية المتأصلة في الطبيعة البشرية.
ومن الشائع أن يدخل المستثمرون مجال التداول بعد بعض الممارسات دون فهم المشاعر الحرجة التي قد تتعارض مع اتخاذ قرارات مربحة باستمرار.
اقرأ أيضاً: رموز “إن إف تي”… من الفكرة إلى التداول!
إذاً، ما هي ذهنية المتداول، وكيف تؤثر على التداولات؟ ما هو علم نفس التداول؟
يشير “علم نفس التداول” إلى الحالة العاطفية، والعقلية للمتداول والتي بدورها تؤثر على قرارات التداول الخاصة به، وتحدد نجاحه.
فهو يحدد طريقة التفكير، وكيفية التعامل، مع الأرباح، والخسائر في سوق التشفير. أضف إلى ذلك، أنّه يجب التعامل مع التداول كعمل تجاري؛ فإنّ اتخاذ القرارات من منطلق العواطف قد يضر بنجاح الشركة.
وقبل الغوص في المشكلات النفسية المؤثرة على هذا المجال، لابدّ من فهم طبيعة العملات المشفرة. وهذه بعض الأشياء الواجب معرفتها.
1. فرص على مدار الـ 24 ساعة
سوق العملات المشفرة مفتوحة لمدة 24 ساعة، وسبعة أيام في الأسبوع، مما يوفر فرصاً لا تنتهي لكسب المال. على عكس سوق فوركس، التي تغلق يوم الجمعة، وهذا يوفر المرونة للمتداولين.
2. تقلبات السوق
يمكن أن يشهد رمز عملة مشفرة واحد ارتفاعاً بنسبة تزيد عن 100% في ساعات قليلة ثم يهبط. وربما يرجع سبب ارتفاع الأسعار لتغيرات المشاعر الناتجة عن تأييد المشاهير لعملة ما، أو تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي. وذلك يستدعي التفكير بسرعة، واتخاذ قرارات سريعة.
اقرأ أيضاً: كل ما يجب عليك معرفته حول روبوتات تداول مع العملات المشفرة؟
3. المشاعر
تعتمد القيمة المستقبلية للعملة المشفرة على ما إذا كان المستثمرون يؤمنون بعملة أو لا. وفي بعض الأحيان، يتصرفون حسب تعليقات، وأنشطة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهناك حالات أثّرت فيها التعليقات على منصات مثل تويتر Twitter، وريديت Reddit على سعر بعض الرموز المميزة، مما يمنحها بعض العشوائية، والفرص.
4. الإرتباط بـ بيتكوين
كان الاستثمار في أصول مختلفة غير مرتبطة ضمن فئة الأصول إستراتيجية “لتوزيع المخاطر والتخفيف من شدتها“. وقد يكون القيام بذلك أمراً صعباً في تداول العملات الرقمية لأن الرموز المميزة تتحرك في نفس اتجاه عملة بيتكوين.
كما ترتبط قيمة إيثريوم، والعديد من العملات البديلة، بعملة بيتكوين. فعند ارتفاع سعر بيتكوين، ترتفع، وعند انخفاضه، فإنها تنخفض كذلك.
اقرأ أيضاً: تحذير هام بشأن تداول عملة رقمية في الإمارات العربية المتحدة!
علم نفس تداول العملات المشفرة
يفرض تداول العملات المشفرة بعض التحديات النفسية على المتداولين. وفيما يلي وصف لبعض هذه التحديات:
1. خسارة المال
لا يرغب أحد في خسارة المال. ومع ذلك، فإن هذه العقلية لا تتفق مع نشاط المتداول اليومي. فربما يخسر المتداول جزءاً من رصيده التجاري بغض النظر عن مدى كفاءته في التداول.
وبالمقابل، لا يتعامل معظم المتداولين الجدد مع هذا الواقع بشكل جيد، مما يؤدي بهم إلى البدء في اتخاذ تدابير للتغلب على السوق، ولربما يتعرضون لنتائج عكسية.
2. التوجه الخاطئ
ينخرط غالبية الناس في التداول لأسباب خاطئة، كتوقعات الربح الغير واقعية. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تغوي بعض الأشخاص. حيث يشاهدون صور المتداولين على تلك الوسائل، يركبون سيارات فارهة، ويشترون سلعاً فاخرة. وهذا أوجد اعتقاد لدى الكثيرين بأنَّ التداول هو وسيلة “ثراء سريع“.
وفي النهاية، “يخسر معظمهم أموالهم، وينالون صدمة تداول“.
اقرأ أيضاً: تعرف على استراتيجية يمكن أن تقلل من مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة!
3. كسب المال
يؤثر وجود أناس رابحين على نفسية المتداول. فيجعل الربح المستمر أو ما يُسمى “سلسلة الربح” المستثمر يشعر أنه بارع في التداول. فينجرف الكثيرون بسهولة، ناسين أن “الفوز لا يدوم“.
4. فرص تجارية لا تنتهي
السوق مفتوحة على الدوام. ومع شدة التقلب تزيد فرص كسب المال الكثير فهي عادة لا تنتهي. وغالباً ما يعتقد المتداولون أنه يمكنهم التداول في كافة الأوقات، وفي جميع أحوال السوق.
وقد يتسبب هذا في كوابيس لا تنتهي للمتداولين. وإن التداول على مدار 24 ساعة، وتقلبات السوق تجعل العديد من المتداولين اليوميين يبالغون في التداول، وقد يتعرضون لخسائر كبيرة.
اقرأ أيضاً: مزايا ومخاطر الاستثمار في العملات المشفرة!
5. الشائعات
غالباً ما تؤثر معنويات السوق، وتعليقات وسائل التواصل الاجتماعي على سوق العملات المشفرة. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يحدد العوامل المؤثرة على السوق. وقد تلعب الصدفة دوراً هاماً في الربح، أو الخسارة.
ومع ذلك، فغالباً ما يتخذ المتداولون المبتدئون قرارات تداولهم بناءً على تلك العناصر. كما أنّ اتخاذ قرارات التداول بناءً على الشائعات لا يحقق نتائج جيدة.
فبالتالي، جميع هذه الحالات تؤدي إلى مشاكل نفسية تؤثر على المتداولين. حيث يواجه المتداولون مشكلات كالخوف من فقدان الفرص الكبيرة، وعدم الثقة في إستراتيجياتهم. ونتيجة لذلك، قد يتعرضون لخيبة أمل مشوبة بالتوتر، والقلق.