لم يعد وادي السيليكون المرادف الأبرز الوحيد للابتكار، حيث تنضم المزيد من البلدان الصغيرة إلى مجال التكنولوجيا المالية، مع ظهور الشركات الناشئة الناجحة خارج الدول الكبرى.
وادي السيليكون Silicon Valley: منطقة في شمال كاليفورنيا بالولايات المتحدة، تعمل كمركز عالمي للتقنية العالية والابتكار، وتعد موطناً لأهم شركات التكنولوجيا الرائدة مثل جوجل، آبل، إنتل وغيرها.
وقد تضمنت قائمة الـدول الـ62 الأكثر صداقة لبدء الأعمال في عام 2021، 28 دولة صغيرة، كان منها على سبيل المثال لا الحصر، مالطا وسويسرا وليتوانيا.
وتعتمد جاذبية الدولة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، على العديد من العوامل مثل الموارد البشرية والمهنيين التقنيين المتاحين في الدولة، إضافة للبنية التحتية لريادة الأعمال، ومرافق البحث وديناميكيات السياسة.
وفي مقابلة مع الرئيس التنفيذي لبوابة الدفع بالعملات المشفرة في ليتوانيا كوين غييت CoinGate، ديميتريوس بوريسينكا Dmitrijus Borisenka، تحدث عن قصة نجاح شركتهم الناشئة الضخمة التي بدأت في بلد صغير.
اقرأ أيضاً: ضمن الـ 10 الأوائل … دولتان من أوروبا الأكثر إمتلاكا لأجهزة الصراف الآلي للعملات المشفرة
كوين غييت وتبني العملات المشفرة
تأسست كوين غييت في عام 2014، وسعت الشركة منذ تأسيسها إلى تعزيز التبني الجماعي للعملات المشفرة، من خلال تقديم طرق لإعداد مدفوعات التشفير، لأي موقع ويب أو متجر فعلي.
وتعد إدارة الحساب القائمة على الأذونات، والمدفوعات الورقية للحساب المصرفي، وميزات الفوترة الجديدة عبر البريد الإلكتروني، بعضاً من الأسباب التي تجعل كوين غييت، طريقة الدفع المثلى بالنسبة للكثيرين.
وإلى جانب خدمات التاجر، توفر الشركة أيضاً منصة لشراء وبيع العديد من أصول التشفير عبر دفعة واحدة، ويمكن للعملاء الاختيار من بين طرق الشراء مثل بطاقات الائتمان/ الخصم، والتحويل المصرفي سيبا SEPA أو رصيد الهاتف المحمول، أو بيع أصولهم المشفرة مقابل العملات الورقية.
ويروي بوريسينكا عن بدايات الشركة، أنها تعود إلى عام 2013، عندما جذبت العملات المشفرة اهتماماً واسعاً، وارتفعت أسعار عملة بيتكوين Bitcoin.
“كانت وجهة نظرنا هي الاستفادة من الانترنت في تطوير التعاملات المالية، كما أن بلوكتشين وبيتكوين كانا عامل الجذب الأهم بالنسبة لنا”.
فأثناء التعرف على تقنية التشفير وحضور المؤتمرات، لاحظ مؤسسو الشركة الإمكانات المزدهرة للتكنولوجيا، ومع ذلك، فهموا أنه لبدء استخدام بيتكوين على نطاق واسع، يجب حل مشكلة التبني.
“اعتقدنا أن هذه كانت فرصة مثيرة للاهتمام، انطلاقاً من الحاجة إلى دمج مدفوعات بلوكتشين بطريقة ما في النظام البيئي للتجارة الإلكترونية، حيث بدأنا بمعالجة مدفوعات العملات المشفرة لمختلف الشركات”.
اقرأ أيضاً: المركزي الأوروبي: يجب احترام رغبة الناس لاستخدام العملة الرقمية
حلول البوابة لكافة المستويات
وتركز بوابة المدفوعات كوين غييت، بشكل أساسي على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولكن لديها أيضاً حلولاً من مختلف المستويات، حيث يمكن لجميع المتداولين وأصحاب المتاجر الإلكترونية والتجار والمطورين وعشاق التشفير، الاستفادة من النظام الأساسي للمنصة.
ويصف بوريسينكا، كوين غييت كشركة تمهيدية، توظف الآن 50 شخصاً مع نمو هائل في المواهب والمنتجات والعملاء كل عام، وأوضح أن معظم أعضاء الفريق هم في منتصف العشرينيات من العمر، من حديثي التخرج.
أخيراً يؤكد بوريسينكا أن رحلة 7 سنوات في تطوير الشركة كانت ممتعة، بكلا الجانبين: المخاطر المتعلقة بسوق العملات المشفرة من جهة، ونموها ونجاحاتها من جهة أخرى.
“أنا سعيد بحيوية ما نقوم به، وبما وصل إليه مشروعنا حتى هذا اليوم”.
يُذكر أن كوين غييت كانت قد فازت هذا العام بجائزة العلامات التجارية العالمية، لأكثر بوابات دفع العملات المشفرة ابتكاراً في أوروبا.