مع ارتفاع التضخم وضعف الليرة التركية أسرع الأتراك إلى تأمين قيمة مدخراتهم بالتوجه إلى “العملات المشفرة”. مما أثار المخاوف من سرعة نموها وضرورة سن التشريعات لها، هذا وقد شهدت تركيا تقلبات في العملات مع المباراة الأخيرة بين فريقي بشكتاش و فنربخشة.
ولتحديد من يلعب ركلة البداية قام الحكم أردا كارديسلر بقذف قطعة نقود تحمل شعار بيتكوين Bitcoin فأذهل بذلك الملايين. كان الحادثة توضح الجنون حول الفرص الاستثمارية حيث تُعد تركيا من بين رواد مستخدمي العملات المشفرة. كما تعجّ القنوات التلفزيونية التركية، واللافتات بالإعلانات عن منصات العملات المشفرة. وذلك لحث الأتراك لفتح حسابات، للتحول إلى الثراء السريع.
اقرأ أيضاً: تركيا تستعد لإطلاق الإصدار التجريبي لـ”الليرة التركية الرقميَّة”
تضاؤل قيمة الليرة
في بيئة تفقد فيها العملة التركية قيمتها بشكل شبه يومي، لجأ الأتراك إلى أصول العملات المشفرة وهم يسعون إلى حماية مدخراتهم من تخفيض قيمة العملة.
وقد فقدت الليرة التركية نصف قيمتها في الأشهر الـ 12 الماضية. بينما بلغ التضخم السنوي أعلى مستوى له في 20 عاماً بنسبة 70% في أبريل/نيسان.
قال المستشار فيدات جوفين المشارك في كتاب “ساتوشي يغير العالم“:
“يرتفع حجم التداول في سوق العملات المشفرة في تركيا، مع ارتفاع الطلب. ونحن نهدف إلى حماية أموالنا من التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة”
وأضاف جوفين:
“حاولت الأجيال السابقة من الأتراك تفادي التضخم من خلال الاستثمار في أصول أكثر استقراراً كالذهب والعقارات. الآن، الجيل الحالي لديه بديل شعبي.”
“هناك 5.5 إلى 6 مليون تركي يمتلكون حسابات في العملة المشفرة في تركيا. لسوء الحظ، نرى هنا عقلية، “الثراء السريع“.”
ومع محاولاتها المستمرة للحد من هبوط الليرة، تقوم الدولة باتخاذ قرارات كثيرة لتقييد دخول مصادر العملات الأجنبية.
قال المحامي المتخصص في العملات المشفرة ومعاملات بلوكتشين، بوراك أونسال Burcak Unsal:
“لا يمكن بناء الثقة بالليرة التركية، بالرغم من كل الجهود المبذولة. والعقارات، واستثمارات العملات الأجنبية، مرتفعة القيمة، وغير موثوقة، أضف إلى ذلك الضرائب، ورسوم المعاملات.”
“وعلى النقيض، يمكن للطلاب والمتقاعدين الاستثمار بالعملات المشفرة بمبالغ زهيدة. حتى لو لم يكن لديهم بطاقة ائتمان، بوسعهم الاستثمار في العملات المشفرة.”
اقرأ أيضاً: بينانس تتخذ إجراءات قانونية ضد لوحات إعلانية مزيفة تحمل علامتها التجارية في تركيا
هل فات الأوان؟
ويوجد مخاوف الآن بخصوص قطاع السوق بعد هروب مؤسس منصة ثوديكس Thodex للعملات المشفرة بملياري دولار من أصول المستثمرين بعد اغلاق موقعه السنة الماضية. وتستدعي الضرورة تشريعات جديدة بعد حظر المركزي التركي استخدام العملات المشفرة في الدفع لقاء السلع والخدمات السنة الماضية. والمسألة الأبرز، هي كيفية حل مسألة ضرائب العملات المشفرة.
وحول هذه المسألة قال أونسال:
“لا يوجد تشريع لهذه المسألة حتى هذا الحين. فقد تأخرت تركيا كثيراً. كما يتعين إنشاء قطاع معافى، وموثوق يقوم على قوانين دقيقة وشاملة، وبدون أي تأخير.”
وأعرب الخبير غوفين عن رأيه:
“إذا ما تم حظر المدفوعات بالعملات المشفرة، فهذا يعني حظر مشاريع بلوكتشين Blockchain وهذا خطأ يسبب تأخرنا.”
اقرأ أيضاً: تركيا تدرس إمكانية تبني عملة “شيبا إينو” الرقمية