اعتاد الفنان الرقمي “جيو جون مولور” jyo_john_mulloor في أعماله على تخطي حواجز المعقول و الممكن، حيث يلجأ لاستخدام تقنيات رقمية لإنتاج تكوينات غير تقليدية وابتكار أفكار مدهشة.
ومؤخراً طرح تساؤلاً مثيراً عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، يقول فيه:
” ماذا لو كانت الثلوج تتساقط في دبي..؟ “
يبدو التساؤل بعيداً عن الواقع تماما، فدبي مدينة ذات طبيعة صحراوية، مناخها في الصيف حار جداً ورطب، وشتاؤها دافئ وقصير، كما أنّ أقل درجة حرارة تم تسجيلها في الشتاء هي 14 درجة مئوية.
إلا أن “مولور” استطاع بحرفية مثيرة للدهشة وعبر تقنيات فنية رقمية لبرامج معالجات الصور الفوتوغرافية أن يحول دبي إلى مدينة من الثلوج !
اقرأ أيضاً:” “آرت دبي” 15…الفن الرقمي في دائرة الضوء

تخيل الفنان المقيم بدبي منذ 16 عاماً سلسلة من الصور المرئية حول كيف سيكون شكل المدينة وهي مكللة بالأبيض، فمن برج خليفة، و برج العرب، وإطار دبي وصولًا إلى مترو دبي ومتحف المستقبل د، تتساقط الثلوج وتتناثر كرات البَرد في كل مكان.
قدم “مولور” كذلك صوراً للصحراء والأشجار المغطاة بالثلوج أعيد تخيلها بشكل مثالي، والهواء البارد يلفح جمادات المدينة، وحقول الجليد الملساء تحيط بناطحات السحاب المكسوة بالجليد، حتى الطرق تكاد تبدو زجاجية من الجليد الذي يغطيها.

الحكاية بدأت بحلم !
رأى “مولور“ المدينة التي أحبها في الحلم تكسوها الثلوج، عندما استيقظ، تذكر كل التفاصيل، حيث كان ينظر من النافذة وكان الثلج يتساقط. المنطقة بأكملها كانت بيضاء، عقب ذلك قرر “مولور“، الذي يعمل في وكالة الإعلانات “في دبي إينوشين وورلدوايد “، تحويل حلمه إلى لوحات فنية.
كانت أول لوحة فوتوغرافية بدأ فيها تعكس تماماً مارآه في حلمه من زاوية تطل على حديقة زعبيل، مع أبراج شارع الشيخ زايد في الخلفية، استغرق العمل في اللوحة 14 ساعة كاملة، فقد عمل على أكثر من 25 طبقة من الصور، العديد منها صور التقطها بنفسه.
اقرأ أيضاً:” دبي … مركز الفن الرقمي في الشرق الأوسط
و بعد نجاح فكرة تحويل مشاهد الحلم إلى فن في عمله الأول، قرر الفنان الرقمي أن يتوسع بالفكرة لتشمل المزيد من المشاهد في دبي.
حيث قام بتغطية متحف المستقبل الذي تم افتتاحه حديثاً بالثلوج أيضاً، ثم برج العرب، وأتلانتس، وجزيرةالنخلة، ومترو دبي، والقرية العالمية.
بعد ذلك، شارك “مولور“ الصور على صفحته الرسمية على موقع التواصل إنستغرام ليجد كمّاً هائلاً من المديح والإعجاب، مماشجعه على إبداع المزيد من الصور مثل برج الساعة في ديرة وجبال حتا بالإضافة إلى مشاهد عامة لدبي.
ليس هذا فحسب، فقد أخذه الحماس لتخيل مجموعة من البطارق ووضعها على جزيرة ثلج في قلب المدينة الصحراوية!!!

مشروع رقمي يلفت الانتباه لقضايا المناخ
يؤكد “مولور” على أنه لا يخطط للاستفادة من هذا “المشروع الشخصي“، فهو فنان رقمي عاشق للابتكار، ولا ينتظر من عمله الإبداعي أي مكاسب مادية .
إلا أنه يأمل أن تحفز الصور المزيد من المحادثات، لا سيما حول تغير المناخ و الاحتباس الحراري، وينوي إنشاء المزيد من الصور للمدينة تتناول مختلف فصول السنة.وقد قام مؤخراً بعمل “دبي خضراء” في الربيع ،حيث كست الخضرة شوارع وأحياء دبي الشهيرة .
اقرأ أيضاً:” دبي في “ميتافيرس”: بلدية دبي تُنشىء نسخة افتراضية مستقبلية للمدينة
