يقف اقتصاد روسيا على حافة الانهيار نتيجةً للعقوبات المفروضة بسبب غزوها لأوكرانيا. ومع ذلك، شهد الروبل انتعاشاً. فقد أعلن حاكم البنك المركزي مؤخراً أن روسيا على موعد مع إصدار الروبل الرقمي عام 2023 أو قبل ذلك. وقد وصف حاكم البنك تحول البلاد إلى العملة الرقمية كأولوية قصوى.
وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسوف تنتقل روسيا تدريجياً من العملة الورقية إلى نسختها الخاصة من العملة المشفرة “الروبل الرقمي“. وهي تأمل في أن تبدأ الدول بقبول بطاقات مير MIR البنكية.
ومع ذلك، لا بد لمستثمري العملات المشفرة إدراك أن غالبية منصات العملات المشفرة لم تعد تتعامل مع روسيا نتيجة لحملة الدولة على هذه العملات، بالإضافة لعدوانها على أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: ثاني أغنى رجل في روسيا يفكر في الروبل الرقمي بدلاً عملة بيتكوين!
لماذا تتجه روسيا إلى العملة الرقمية؟
السبب الرئيسي لاحتضان روسيا للعملات المشفرة هو حاجتها لوسيلة للتهرب من تأثير العقوبات الغربية. فقد عارض الكرملين بشدة العملات المشفرة، لكن النظام الروسي يتخذ الآن نهجاً مغايراً في محاولة منه لتحصين اقتصاده.
وبدورها، أعلنت حاكمة بنك روسيا “إلفيرا نابيولينا” Elvira Nabiullina، مؤخراً أن الدولة بصدد إصدار روبل رقمي للمركزي. وقد ورد هذا الإعلان أمام مجلس النواب الروسي.
حيث سيتم تطوير الروبل الرقمي لدرجة أنه يمكن استخدامه للتسويات في جميع أنحاء العالم، مما يوفر المنفعة والمرونة، والكفاءة، الغير متواجدة في العملة الورقية التقليدية.
وذكرت نابيولينا أن الدولة قد أنشأت نموذجاً أولياً للروبل الرقمي، وتقوم حالياً باختباره مع البنوك. وإذا كان الجدول الزمني للكرملين هو الانتقال إلى عملة رقمية صحيحاً، فستبدأ المعاملات التجريبية في عام 2023.
بالرغم من ذلك، يجب ملاحظة أن بعض مدراء البنوك الروسية قد أبدوا مخاوفهم من أن الكرملين قد سارع بمشروع العملة الرقمية، وينبغي الإبطاء في عملية التحول الرقمي.
اقرأ أيضاً: البنك المركزي الروسي يمضي قدماً في مشروع ” الروبل الرقمي”
هل سيكون الروبل الرقمي سبيل إنقاذ للاقتصاد الروسي؟
إنّ الدافع الأساسي لانتقال روسيا إلى الروبل الرقمي هو التصدي للعقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، ودول أخرى. والواقع أنّه أوقفت معالجات الدفع الدولية مثل، ماستركارد Mastercard، وفيزا Visa، وباي بال PayPal المعاملات في الدولة الشمولية، روسيا.
ومن باب آخر فإن التحول إلى العملات المشفرة لا يساعد على تجنب العقوبات فحسب. بل سيؤدي إلى تحديث النظام الاقتصادي الروسي. كما أنه سيسرع من معالجة المدفوعات. والسؤال الهام الذي يطرح نفسه، هل سيتيح تحول روسيا إلى الروبل الرقمي عودتها إلى المشاركة في المعاملات الاقتصادية العالمية!.
وتأمل روسيا بقبول الدول لبطاقات مير للخدمات البنكية المقدمة من بنكها المركزي. وبصرف النظر عن هذا، توفر يونيون باي UnionPay، في الصين، كذلك وسيلة لمعالجة المدفوعات خارج روسيا.
اقرأ أيضاً: روسيا تعدّل مشروع قانون العملات الرقمية وتضع شروطا لتعدينها
تتمتع العملات المشفرة بجاذبية التمويل اللامركزي
إن استناد روسيا على العملات المشفرة متأصّل في طبيعة الصناعة الفوضوية. حيث أن هذه العملات غير خاضعة لنفس مستوى الإشراف الذي تلاقيه العملات التقليدية. ويدور سؤال آخر أيضاً: هل يكون يسيراً انتقال روسيا إلى العملات المشفرة للمدفوعات الدولية بينما تحظر غالبية بورصات العملات المشفرة العملاء الروس؟.
فقد أعلنت، أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم بينانس Binance، عن قيودها على الحسابات الروسية. على الرغم من أنه يمكن للمواطنين الروس سحب أموالهم منها، إلا أنه لا يمكنهم التداول، أو الإيداع من خلالها.