تطورت العملات المشفرة في الهند وشهدت اعتماداً أسرع مما كان متوقعاً، لكن الدولة تصمّ السمع عن ضرورة مشروع محو الأمية المالية لهذه الصناعة، ويرجع أساس ذلك إلى الارتباكات التنظيمية والسياسات.
هذا يخلق مخاطرة، لأن صناعة العملات المشفرة ما زالت في مراحلها المبتدئة، متضمنة العديد من العملات المعدنية والرموز، فالكثير منها سيخسر ويختفي في النهاية، مما سيعرض أموال كبار المستثمرين للخطر.
يقول خبراء العملات المشفرة وبلوكتشين، إنه يجب على الهند أن تدمج المعرفة للتنقل في سوق التشفير بسرعة، وتثقيف المستثمرين المحتملين في مجال العملات المشفرة، بالجوانب الجديدة الفريدة لفئة الأصول هذه.
فعلى سبيل المثال، كانت بيتكوين هي فئة الأصول الأفضل أداءً على مدار العقد الماضي، ولكن غاب غالبية المستثمرين الهنود عن الحافلة، وفشلوا في جني العوائد النافعة منها، ببساطة بسبب نقص المعرفة.
قال الرئيس التنفيذي لشركة وازيركس WazirX، نيسشال شيتي Nischal Shetty، إن الوقت قد حان للهند لمشروع محو الأمية المالية للقرن الحادي والعشرين:
“يجب أن تكون العملات المشفرة جزءاً مهماً من مشروع محو الأمية المالية، فالعملة المشفرة قد ظهرت على مدى السنوات الماضية كاستثمار مفيد، يمكن للمرء القيام به في الاقتصاد الحالي”.
اقرأ أيضاً: وفق شروط … الهند تخطط لتنظيم العملات المشفرة
زيادة استخدام العملات المشفرة في الهند
تزايد استخدام العملات المشفرة وحجم الاستثمار في الهند بسرعة، مما يضع هذه البلاد على قمة العالم الآن، كما أنه من المرجح أن يزداد العدد في الأيام المقبلة.
هذا يتطلب المزيد من التركيز على تثقيف المستثمرين في التطور المالي المعاصر.
وقد بدأت منصة تداول العملات المشفرة المحلية كوين سويتش كوبر CoinSwitch Kuber مبادرتها الخاصة لتثقيف المستثمرين.
يقول كبير مسؤولي الأعمال في كوين سويتش، شاران ناير Sharan Nair:
“بالنظر إلى أن العملة المشفرة لا تزال في مرحلة النشوء، لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه عندما يتعلق الأمر بتعليم المستثمرين، ولقد قدمنا بالعديد من المبادرات لسدّ هذه الفجوة”.
“نحن دائماً ما ننصح المستثمرين بإجراء أبحاثهم قبل الاستثمار في أي عملة معدنية. فهذه هي القاعدة الأساسية عند الاستثمار في العملات المشفرة، أو أي فئة أصول أخرى”.
فيمكن فقط للمستثمرين الهنود جني الفوائد الكاملة لاقتصاد العملة المشفرة، إذا كان لديهم ما يكفي من المعرفة المالية في جميع جوانب صناعة العملات الرقمية وبلوكتشين.
وقال تاني رانتا Tanvi Ranta المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بوليسي Policy 4.0، وهي شركة أبحاث واستشارات في مجال العملات المشفرة وبلوكتشين:
“تضع فلسفة العملة المشفرة عبء الإدارة المالية على عاتق المستثمر”.
رانتا أضاف أن عدداً من المستثمرين القدامى، خسروا مبالغ كبيرة من المال بشكل متكرر، قبل أن يبدؤوا في إدارتها بشكل صحيح وتحقيق العوائد:
“إن زيادة المعرفة المالية ليست رفاهية، ولكنها ضرورية لأي مستثمر في مجال العملات الرقمية”.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة: صناعة العملات المشفرة … والتخوف من التهرب الضريبي.
صناعة العملات المشفرة
شهدت صناعة العملات المشفرة مؤخراً ارتفاعاً في السوق، وذلك بعد الانخفاض الحاد في مايو/ أيار. ومن المتوقع أيضاً أن يساعد اعتماد المؤسسات على العملات المشفرة والدعم المتزايد لها، على نمو الصناعة بشكل أسرع.
فقد دخل العديد من المستثمرين مؤخراً إلى السوق، بهدف الحصول على عوائد متعددة العملات بين عشية وضحاها، لينتهي بهم الأمر بخسارة أجزاء كبيرة من ثروتهم، عندما انخفضت هذه العملات.
ويقول مراقبو الصناعة إن هذا يشبه المقامرة الحدودية، لا الاستثمار! ولنستمع للرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة ميودريكس Mudrex، إدول باتيل Edul Patel:
“إن قبول العملات المشفرة والطلب المتزايد عليها، سيتطلب الكثير من مشاريع محو الأمية والتعليم للمستثمرين”.
من جهتهم، يؤكد خبراء الصناعة أن لدى المستثمر اليد العليا لاختيار النوع المناسب لمشروعه في التشفير. لكن لـباتيل رأياً آخر:
“لقد شهدنا مؤخراً نمواً هائلاً في الاستثمارات من المدن والبلدان الأصغر، ولكن هؤلاء المستثمرين الجدد، بالكاد يمتلكون نظرة عامة حول كيفية عمل هذه العملات المشفرة، وهذا سبب رئيسي للقلق”.
هناك أكثر من 11 ألف عملة حتى الآن، في النهاية سيخسر الكثير منهم وبالتالي سيخسر الأشخاص الذين استثمروا فيها جميع أموالهم.
ولكن يقول مراقبو الصناعة، إن أفضل طريقة لحماية المستثمر من تدمير ثروته هي اكتساب المعرفة وتطوير الفهم للنظام البيئي للعملات المشفرة.
اقرأ أيضاً: تطبيقات البلوكتشين تنضم إلى نظام بولكادوت البيئي على فيسبوك، فهل حان الوقت لجمع رموز بولكادوت؟!