يبدو أنه من الصعب مقاومة الرؤيا التي نسجتها لنا شركة ميتا Meta (فيسبوك Facebook سابقاً) ومنصات العالم الافتراضي الأخرى، فالمثالية الرقمية التي يمكن أن تغير الحياة بطرق متعددة سواء كيف نتواصل اجتماعياً أو كيف نعمل أو نحافظ على صحتنا، يصعب رفضها.

اقرأ أيضاً: دبي في “ميتافيرس”: بلدية دبي تُنشىء نسخة افتراضية مستقبلية للمدينة
ومع ذلك، يبدو أن هناك شكاً من قبل البعض، بأن هذا أمر جيد جداً لدرجة يصعب تصديقها، على الأقل في الوقت الحالي.
فالهندسة التكنولوجية التي من شأنها أن تسمح لهذه التجربة الغامرة الموعودة بالظهور، غير متوفرة. ولنأخذ مثالاً على ذلك، العروض الحية المستخدمة في فيديو ميتافيرس metaverse في أكتوبر/تشرين الأول.
حيث تبدو فكرة تجربة تلك الأحاسيس الواقعية الحقيقية من خلال سماعة الرأس بعيدة المنال، وما يبدو غير قابل للتصديق بشكل أكبر، هو أن سماعة الواقع الافتراضي أصبحت ضرورية في المنزل.
من جهة أخرى، فمن المرجح أن تكون هناك حاجة إلى معدات الواقع الافتراضي VR المتقدمة، للسماح لنا بالانغماس في هذه العوالم الافتراضية. حيث تم إطلاق أول سماعة رأس أوكيلوس Oculus منذ أكثر من خمس سنوات، إلا أنها لم تحقق نفس التبني السائد الذي حققته الأجهزة المدمجة والمريحة، مثل الهاتف المحمول أو الكمبيوتر المحمول.
فالمعدات باهظة الثمن ليست ضرورية لأسس ميتافيرس Metaverse. وبالمقابل فإن إمكانية الوصول، هي المفتاح لبدء تأهيل المستخدمين لأي ابتكار تكنولوجي.
اقرأ أيضاً: أكورا تطلق أول صالة عرض افتراضية للسيارات في ميتافيرس
حالات الاستخدام وميتافيرس Metaverse
لقد رأينا العديد من منصات ميتافيرس metaverse التي يمكن الوصول إليها حالياً، حيث تعد سيكاند لايف Second Life واحدة من أولى الشركات، والتي تم إطلاقها في عام 2003. لكنها لم تقترب من استيعاب عدد المستخدمين الذين تصورتهم ميتا Meta، طوال تاريخها البالغ 19 عاماً.
أما ديسينترالاند Decentraland فهي منصة أحدث، انطلقت منذ إعلان شركة ميتا Meta. حيث تقوم بأسر خيال الشركات، من خلال دمج العناصر الاقتصادية وعناصر بلوكتشين blockchain مثل الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs، والرمز الرقمي مانا MANA الخاص بها.
وقد استغلت ديسينترالاند Decentraland التزام العملاء بمنازلهم بسبب جائحة كورونا COVID-19 وتراجع المتاجر التقليدية، وقامت بمنح العلامات التجارية فرصة لتنشيط تفاعل الجمهور.
من ناحية أخرى، انتقلت الشركات إلى هذه المنصات الحالية، واضعة الإبداع نصب عينيها، حيث اشترت جي بي مورجان JPMorgan عقارات افتراضية، وافتتحت صالة ميتافيرس metaverse الخاصة بها. وقد لا يبدو بعيد المنال أن تتمكن من إنشاء حساب مصرفي حقيقي في العالم الافتراضي.
والجدير بالذكر، أن تقنية بلوكتشين Blockchain كانت تنتظر هذه الفرصة، حيث تعطي رموز إن إف تي NFTs قيمة حقيقية للسلع الرقمية، وتناسب ميتافيرس Metaverse تماماً، وقد أصبح بإمكان الفنانين تداول اللوحات الافتراضية، والمعماريين بيع العقارات الرقمية، والمهندسين بيع المركبات القائمة على ميتافيرس Metaverse بالمزاد العلني.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الموضة هي الصناعة التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، فمع دخول ميتافيرس Metaverse الحياة العصرية، سيرغب المستخدمون في الظهور بمظهر جيد. وقد قامت ماركات الأزياء الراقية مثل دولتشي آند جابانا Dolce & Gabbana وجوتشي Gucci ولوي فينتون Louis Vuitton، ببيع منتجات إن إف تي NFT وبأسعار مميزة.

اقرأ أيضاً: اختتام أعمال قمة “واو” دبي الخاصة باتجاهات ميتافيرس و ويب 3
قد لا يخلو الأمر من المشاكل
على الرغم من أن قواعد ميتافيرس Metaverse لم يتم اقتراحها بعد، إلا أن بعض المشكلات التي ابتُليت بها الإنترنت، بدأت بالفعل في ابتلاع واقعنا الجديد اللامع. حيث يعد هورايزن ورلدز Horizon Worlds الذي تم إصداره حديثاً، أول مشروع ميتافيرس metaverse من شركة ميتا Meta لسماعات الرأس أوكيلوس في آر Oculus VR.
وقد قام موقع كورينسي دوت كوم Currency.com بالابلاغ عن التحرش الجنسي الذي يحدث في هذا المشروع، فضلاً عن المخاطر الكامنة في زوايا المنصات الأخرى.
من جهتها قامت ميتا Meta بتنفيذ حل في شكل “منطقة آمنة”، بحيث لا يستطيع أحد لمس مستخدم أو التحدث إليه. بالاضافة إلى أنه يجعل حظر الآخرين أمراً سهلاً قدر الإمكان.
أخيراً، وعلى الرغم أن ميتا Meta قد وضعت خططاً عامة للاعتدال المجتمعي، إلا أنها لم تقدم بعد اقتراحات تفصيلية للرقابة على ميتافيرس metaverse واسع النطاق. حيث يشكل ضبط الكراهية والمضايقة وحرية التعبير، أكبر العوائق أمامها.