كانت الأزمة الاقتصادية السريلانكية مثيرة للدهشة بسبب مدى توقعها. منذ أكثر من عام، بدأ العديد من المواطنين يتحسبون لمواجهة الأزمة. فقد بدؤوا في تقوية أنفسهم للحصول على الأرباح، وآخرون يجاهدون لمواجهة الأزمة بالبقاء واقفين على أقدامهم.
قال مدير العمليات في مؤسسة أدفوكاتا Advocata الاقتصادية الفكرية، في العاصمة كولومبو، ضانانث فيرناندو Dhananath Fernando:
“تبيّن أنه ستكون هناك أزمة منذ نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2020 على الأقل. فما زال الاقتصاديون يحذرون من أزمة ديون منذ ذلك الحين.”
اقرأ أيضاً: البنك المركزي في سريلانكا يستكشف تقنية اعرف عميلك KYC
السريلانكيون قد فهموا الأزمة بشكل صحيح
ومع نهاية 2020، كان كثيرون يستعدون للأسوأ. فعلى سبيل المثال، بدأت العملات المشفرة تجذب اهتمام الناس. فبدؤوا في شرائها لمواجهة الأزمة.
وقد أدرك الناس أن المركزي كان يكافح للحفاظ على “ربط العملة” المصطنع. وعرف الكثيرون أنه سينهار، حيثُ بدؤوا في تحويل مدخراتهم النقدية إلى عملات مستقرة كالدولار الرقمي “يو إس دي تي” USDT.
ووفقاً لتاجر نشط للعملات المشفرة من مدينة نيغومبو الساحلية، براشان لوجاناثان Prashan Loganathan، فقد صرَّح:
” الذين تمكنوا من التحول بالسعر المعروض قبل عام يشعرون بالراحة الآن. هم لم يندموا.”
اقرأ أيضاً: سريلانكا تعين لجنة لتنفيذ تعدين العملات المشفرة و البلوكتشين Blockchain
السلع ساحة أخرى تعاني من الإنهيار
في عام 2021، بدأ التجار بتخزين أشياء كالسكر، والدقيق وأسطوانات غاز الطهي. كما قال أحد العاملين في السوق السوداء:
“اشترينا الأسطوانات هذه مقابل 2500 روبية، لكننا نبيعها بأربعة، أو خمسة أضعاف الآن.”
آخرون يسعون للبقاء!
إنَّ روزي ويجيسينغ Rosie Wijesinghe، ربة منزل مقيمة في حي راقي في كولومبو حيث الوفرة في الطاقة، فقد قامت بشراء مولد للطاقة في عام 2021. كما قامت بتركيب بعض الخلايا الشمسية.
وبحلول شهر مارس/آذار من هذا العام، كانت أجزاء كثيرة من البلاد تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، حيث أن الإنقطاع يصل إلى 13 ساعة يومياً.
ومع ذلك، تهيأت أسر للأزمة، لكنّ أسر كثيرة لم تكن كذلك. ويبدو أن أسوأ ما في هذا الأمر أنّ الحكومة السريلانكية نفسها لم تستعد للأزمة.
اقرأ أيضاً: ما الذي تقدمه بورصات العملات المشفرة لجذب المستثمرين؟
حكومة سريلانكا غير مستعدة على الإطلاق
مازالت سريلانكا تعاني من عجز تجاري كبير منذ عقود. مع استحقاق الديون، وكان من المتوقع أن تشهد السنوات التي تلت سنة 2020 مستويات مرتفعة من الديون. ففي سنة 2022، كان من المقرر أن تسدد الحكومة مبلغاً يعادل 90% من إجمالي إنفاق الميزانية.
اقرأ أيضاً: “بلوكتشين” في سيريلانكا … كيف سيكون مستقبل المدفوعات ؟
الحكومة ترفض حقيقة تأخرها عن السداد
انتقلت الحكومة إلى اتخاذ سلسلة من القرارات السياسية التي فاقمت الأمور. والنتيجة، أن احتياطيات الدولة من السلع كالوقود، والطحين، والفحم لم تعد كافية لمعالجة الأزمة.
فبدأت محادثات مع صندوق النقد الدولي لإعادة هيكلة ديونها التي لا يمكن تحملها. ولم يكن بوسع سيرلانكا استيراد المزيد من السلع. فقد باتت معتمدة الآن على ما تقدمه جاراتها من المساعدات.